بحث حول الأرشيف التاريخي

الأرشيف
التاريخي /اعداد الطالب: شيتور اعمر- ثالثة علم المكتبات – جامعة محمد خيضر-
بسكرة.

خطة
البحــث

مقدمــــــــــــة

المبحث
الأول : مدخـــــــل عام

المطلب
الأول: تعريف الأرشيف

المطلب
الثاني: تعريف التاريخ

المطلب
الثالث: أهمية الأرشيف في التاريخ

المطلب
الرابع: العلاقة بين الارشيف والتاريخ

المبحث
الثاني : الأرشيف التاريخي

المطلب
الأول: تعريف الأرشيف التاريخي

المطلب
الثاني: المواد الوثائقية الأرشيفية

المطلب
الثالث:الوثيقة الأرشيفية

المطلب
الرابع:الغاية منالارشيف التاريخي

خاتمة

ان
الاهتمام بالوثائق التاريخية في مراكز التوثيق والارشيف هو من الاولويات التي تسعى
الدول الى النهوض بها وتطويرها لانها تلعب دورا كبيرا في تقديم التفسيرات والنقاط
الغامضة التي يحتاج اليها الباحثون وعموم الاختصاصيين بما في ذلك المتعلقة بتاريخ
الشعوب وحضاراتها.

ولعله
من ابرز مظاهر التخلف لدى بعض الدول وخاصة العربية منها هو ضعف الشعوربأهمية
الوثائق رغم كونها مصدرا هاما من مصادر تدوين التاريخ, وبالتالي أدى الى ضياع
الكثير من الوثائق المهمة التي كان من المفروض ان تكون في المراكز المخصصة لها وهي
مراكز الارشيف التي تتعدد اقسامها, وفي القسم المصنف على اساس صلته بالتاريخ
والحياة نجد الارشيف التاريخي لنتسائل عن ماهيته ونوع العلاقة التي تربط بين الارشيف
والتاريخ والغاية منه’

مدخـــــــــــل
عام

1 –
تعريف جمعية الارشيفيين الأمريكية :’’ هو الوثائق الغير جارية للمنظة أو المؤسسة

والتي
حفظت بسبب قيمتها الدائمة. وهذه الوثائق تمثل نشاط المؤسسة ,فقد انشأت بتظام غرض
معين وفي

شكل
معين.’’

2 –
تعريف دائرة المعارف البريطانية :’’ المصطلح يطلق على الكيان المنظم نت الوثائق
التي انتجتها

أو
تسلمتها هيئة عامة أو شبه عامة او هيئة خاصة في اثناء قيامها يأداء اعمالها وحفظت
بواسطة خلفائها

الشرعيون
أو المستودعات المخول لها سلطة الحفظ.’’ (1)

تعريف
التاريخ

هو
دراسة الماضي بالتركيز على الانشطة الانسانية بالمضي حت الوقت الحاضر. وكل ما يمكن
تذكره

من الماضي أو تم الحفاظ عليه بصورة ما يسمى تاريخيا.

ويدرس بعض المؤرخين التاريخ العالمي الذي يشمل كل ما جرى
تسجيله من الماضي الانساني والذي

يمكن استنباطه من الآثار.

فيما يركز البعض على طرق بعينها مثل التأريخ والدراسات
الديمغرافية السكانية ودرسة كتابة التاريخ

والانساب ودراسة الكتابات القديمة ودراسة التاريخ
الاقتصادي ودراسة تاريخ مناطق بعينها. (2)

عرف
التاريخ الانساني كوارث كبيرة ادت على فترات الى دمار اجزاء هامة من التراث
الوثائقي

العالمي
وفي بلادنا العربية معروف ان حريق مكتبة الاسكندرية بمصر القديمة دمر المخزون

التراثي
الهائل لذلك العصر, حتى بدت الوثائق بعد الحريق وكأنها قصاصات ورق يتعذر تمييزها.

وقد
رمى المغول بالكتب والوثائق التاريخية في عاصمة الامبراطورية العربية الاسلامية
بغداد

في
النهر حنى اسودت مياه دجلة لعدة ايام . وتعاقبت الدول والاسر الحاكمة في مشرق
الوطن

العربي
ومغربه فكان مصيروثائق الدول القديمة التي انقضى عهدها يؤول غالبا الى الابادة

التامة.

ولم
ينجو منها الا القليل , وامام هذا الخطر المستمر الذي احاط بوثائق الدولة كان حفظ
الوثائق

الرسمية
للاجيال القادمة أحد الهموم الاساسية لرجال الدولة على مدى العصور .

وقد
نظرت سلطات الشعوب القديمة الى الوثائق الرسمية على انها احد المظاهر الهامة لهيبة

الدولة
وسيادتها وقوتها وسيطرتها , وحاولت من خلال هذه الوثائق تسجيل الوقائع التي تراها

هامة
في تاريخ دولتها والتي تثبت مدى النفوذ الذي حققه حكامها.

وفي
الحضارات القديمة في بلاد الرافدين وسورية ومصر سجل رجال الدولة اهم الوقائع
التاريخية

والشرائع
والقوانين والمعاملات والحسابات والآداب والاساطير وحفظوها بطريقة يسرت

وصولها
الى ايدينا في العصر الحديث. (3)

توجد
علاقة وطيدة ومتكاملة بيت الارشيف والتاريخ وتتجسد هذه العلاقة بصفة خاصة في مدى

استخدام
الوثائق الارشيفية في كتابة وتسجيل وتوثسق الاحداث التاريخية.

ومن
هنا يمكن تحليل العلاقة المهنية والعملية بين كل من الطرفين : حيث نجد الارشيفي
الوثائقي

كما
نجد المؤرخ , اذ أن كلا منهما لديه صلة بالوثائق والاحداث التاريخية.

فالارشيفي
هو الامين على ذاكرة الامة وحارسها حيث يسهر على معالجة الوثائق والحفاظ

عليها.
انطلاقا من هذه المعادلة التي تربط قيمة وسرية الوثائق بمضمونها وظروف نشأتها

لهذا
فهو يعمل على تصنيفها حسب طبيعتها ,الا أن عملية اتاحتها وتبليغها فهي تخضع

للنص
القانوني الذي يحدد مدة الحفظ.

اما
المؤرخ فهو يبذل جهدا من أجل كشف الحقائق واخضاعها للدراسة العلمية من خلال

تحقيق
الوثائق ونقدها وتحليلها وتوثيقها من أجل ابرازها لعامة الناس.

وخلاصة
القول أن الارشيفي يعمل على معالجة الوثائق وفق قواعد تنظيمية وأحكام

قانونية
تحدد مدة حفظ وتبليغ الارشيف من خلال فتحه للاطلاع عليه .

ونتيجة
العلاقة بينهما هو ان الارشيف ما هو الا معلومات تخضع لمحيط جغرافي وتاريخي

وسياسي
وثقافي ,بحيث اذا لم يتم استنطاق هذه المعلومات وفق تقنيات وقواعد مسلم بها

فهي
تصبح غير مفيدة والاخطر من هذا انها يمكن ان تبعدنا عن البحث والتفصي عن الحقائق

التاريخية.(4)

الارشيف التاريخي

1 – هي
الاوراق التي انتهى استخدامها في الحياة اليومية كليا واصبحت قيمتها في الاعتماد
عليها

في
البحوث التاريخية. (5)

2 –
ويطلق عليه ارشيف الجيل الثالث ويتكون من الوثائق التي تفوق مدة وجودها خمسة عشرة

سنة
والتي اصبحت غير ضرورية لتسيير شؤون المصالح, ويتم دفعها الزاميا الى مصلحة
الارشيف

ولا
يتم حذف الوثائق المفتقرة الى الى قيمة الارشيف الا بتسريح مكتوب صادر عن مؤسسة
الارشيف.

تتميز
هذه المرحلة بانتهاء القيمة الادارية لبعض الوثائق فتصبح عديمة القيمة سواء كانت
تاريخية

او
سياسية او ثقافية او علمية...الخ حيث يتم حذفها باتباع الطرق المستعملة في الحذف
والاقصاء

وبالمقابل
تظهرقيمة تاريخية لوثائق اخرى حيث يتقرر حفظها نهائيا في ظروف ملائمة حتى يسهل

استخدامها
بعد عملية المعالجة العلمية لهذه الوثائق.(6)

لا
يمكن دراسة التاريخ دراسة مباشرة الا عن طريق المخلفات والبقايا والوثائق التي
تقدمها مصادر

التاريخ
وهي عديدة وكثيرة وفي اشكال شتى وهي تعتبر مصادر اصلية اضافة الى المصادر

الروائية
السردية المتمثلة في كتابات المؤرخين. وتقسم المخلفات والبقايا الى:

أ/
مخلفات جسدية أو هيكلية للانسان(تحدد المدة التي عاشها الانسان).

ب/
المخلفات موضوع علم الآثار وتتضمن كل الادوات والآلات التي صنعها الانسان
واستخدمها

د/
الملفات الشفاهية او البقايا اللفظية (المعلومات التي وصلتنا بالرواية الشفاهية
كالاساطير

الشعرية
والخرافات والحواديث).

ه/الوثائق
وهي مصدر اولي واصلي معاصر للاحداث التي تصفها او تقصها هذه الوثائق.(7)

مما لا
شك فيه ان معلوماتنا عن الارشيفات القديمة غير مكتملة كما هو الحال في تاريخ

الارشيفات
القديمة في بلاد الشرق الادنى ,وبالرغم من ان لدينا الكثير من المعلومات

الممتازة
حول الكميات العظيمة من الوثائق ونشأتها والطريقة التي حفظت بها فان الكثير

من
المستودعات الارشيفية لم تكتشف بعد.

لكننا
نجد موقفا مخالفا تماما عند اليونان والرومان فالحقيقة لم تصلنا وثائق الا ماورد

على
الاحجار او نقش على البرونز او أشير اليه في الادب ولكننا لم نعرف الوثائق نفسها

ولا
الطريقة التي حفظت بها.

وهناك
صعوبات اخرى تقف في الطريق لعمل تصميم يضم كل ارشيفات العالم القديم

ذلك
لأن الوثائق التي كتبت على الالواح الخشبية او على الجلود اختفت تماما.

هذا
بالاضافة الى وجود مناطق كثيرة وشعوب تنقص المعلومات عن ارشيفاتها لعدم

وجود
اعمال منهجية لدراسة ارشيفات هذه المناطق والشعوب.

ولا
يمكن التحدث عما تتضمنه الحفائر الآن في مناطق الحضارات المختلفة وما يمكن

ان
تضيفه الى مخزوننا المعرفي في المستقبل.

ولقد
انقذ من المواد الوثائقية الاصلية للعالم القدبم الواح الطين الى جانب اوراق
البردي

المصرية.

وعند
التعامل مع هذه المواد فان علماء البردي ليسوا في وضع افضل من ذلك الذي يوجد

عليه
علماء الواح الطين الآشورية ,ذلك ان الكثير من المواد الوثائقية البردية أتت من
اكوام

النفاية
او السباخ في الفيوم ومن حفائر الفلاحين الذين باعوا قطعا ماوجدوه هناك.

وعلى
ذلك فان برديات نفس المنشأ الاصلي مبعثرة في المكتبات والمجموعات الاخرى

من
جميع انحاء العالم.(

اقيم
الارشيف التاريخي اساسا لتقديم المعلومات لصالح الدارسين والاجيال القادمة من
الوثائق

التاريخية
التي لم تعد الهيئات والمؤسسات والمنظمات ترجع اليها في عمليات صنع القرار

وحل
مشكلات العمل والتخطيط المستقبلي له وانما تحتوي هذه الوثائق على معلومات ذات قيمة

فتحفظ
بصفة دائمة.

والواجب
الاول الذي ينبغي على الارشيفي القيام به هو تقويم هذه الوثائق أو الوصول الى
القيم

التي
لأجلها ستحفظ وترتيبها وفقا للمباديء الارشيفية وهي احترام الترتيب الاصلي وبدأ
المنشأ

الاصلي ثم تقديم الخدمات الاعلامية او خدمات المعلومات
من هذه المجموعات الوثائقية.

وفي
اثناء قيامه بالاجراءات الفنية لاعداد هذه المجموعات المتكاملة لابد عليه ان يقوم
بصيانة

وترميم
هذه الوثائق وعمل معينات البحث(كشافات وفهارس وقوائم مقتنيات وقائم جرد)

حتى
يتعرف على هذه المواد ويعين اماكنها من اجل تسهيل استرجاعها وتسريعه.

وفي
الاخيرفان المهمة الاساسية للارشيفي هي حماية وصيانة الوثائق التاريخية من التلف

او
الفقدان او الاطلاع الغير مصرح به,كما يقوم كذلك بتحقيق ونشر الوثائق التاريخية

لخدمة
البحث في التاريخ الاجتماعي والثقافي والفكري والاقتصادي والسياسي والعسكري.(9)

من كل
ما سبق تبين لنا ان الارشيف التاريخي ذا اهمية بالغة لدى الشعوب والامم كونه يضم
اهم المحطات التاريخية عبر فترات متعاقبة من الزمن فهو بالدرجة الاولى ذاكرة الامة
ومقياس حضارتها لذا فالحفاظ عليه وصيانته من التلف والفقدان واجب على كل مواطن يحب
وطنه. وعليه فان الجهات المعنية

ملزمة
بتكثيف المجهودات الرامية الى عصرنة وتطوير الارشيف لتسهيل الرجوع اليه من طرف
الباحثين وتعميم الفائدة منه.

قائم المصادر والمراجع

(1) علي, ميلاد سلوى, الارشيف: ماهيته وادارته.ـ القاهرة , 1986 .ـ ص 12

(2) http://ar.wokpidia.org

Visit:20/11/2011

A:20:05

(3)
النادي العربي للمعلومات, نطم المعلومات الحديثة في المكتبات والارشيف ,دمشق,2000
,ص20

(4)
الاستاذة بن شعيرة سعاد .2009

(5)علي
ميلاد ,سلوى,مرجع سابق ,ص06

(6)مدونة
خدمات المكتبات والارشيف-http://maktabat21wordpress

Visit en
20/11/2011

A
15 :25

(7)ابراهيم السيد,محمد,مقدمة في
تاريخ الارشيف ووحداته,القاهرة:دار الثقافة للنشر والتوزيع,

1987 ,ص19.

(ابراهيم
السيد,محمد,مرجع سابق,ص20

(9)كامل,سامة,انظمة
الارشفة .ـ البحرين:مؤسسة لورد العالمية للشؤون الجامعية,2006,ص26-