الارشيف العثماني في كتابة تاريخ الجزائر

من طرف **amor chitour** السبت فبراير 12, 2011 8:03 pm

أهمية الأرشيف العثماني في كتابة تاريخ الجزائر الحديث تعتبر
الجزائر من بين الدول
التي ارتبط تاريخها بالدولة العثمانية لمدة زمنية طويلة، تزيد عن الثلاثمائة سنة، وهي فترة مهمة و معتبرة

بالنسبة لدراسة تاريخ الجزائر الحديث، لكنها
لم تحظ بالاهتمام و الدراسة الكافية بحيث كان
المؤرخ و الباحث العربي يعتمد على المصادر
و الدراسات الأجنبية التي تقتصر على الموضوعات

التاريخية العامة. أما في الآونة الأخيرة،
لاحظنا بأن عددا
كبيرا من الباحثين، التفوا لذلك و ظهر اتجاه جديد، و قراءات خاصة على ضوء المناهج الجديدة للدراسات التاريخية،
فأولوا اهتماما بالغا

في اعتمادهم على المصادر الأساسية لكتابة
التاريخ، بإستنادهم
إلى الوثائق الأصلية لما تكتسيه من أهمية خاصة. وتعتبر هذه الكمية من الوثائق بالنسبة لتاريخ الجزائر
بمثابة الثروة النادرة،

والخاصة بالكيان الجزائري، لأن الدولة
الجزائرية كانت قائمة
بحضارتها و سيادتها قبل الغزو الفرنسي. إضافة إلى كونها المصدر الأساسي الذي يجب على الباحث عدم الإستغناء
عنه، للبحث

عن الحقائق التاريخية التي لم تكشف عنها
المصادر التقليدية
لدراسة هذه الفترة من تاريخنا بكل موضوعية و منهجية علمية. إذا ألقينا نظرة على الرصيد العثماني و ما
يحتويه من معلومات قيمة

نفهم جيدا لماذا أقدمت فرنسا على ترحيل هذا
الرصيد عشية الاستقلال، فقامت في بداية 1962 و قبلها بترحيل كل الوثائق الإدارية، السياسية، الثقافية، الاقتصادية و كل
ما يتعلق بأرشيف الجزائري إلى فرنسا.

بعد الاستقلال عملت الحكومة الجزائرية كل ما
في وسعها فيما
يخص قضية استرجاع الأرشيف، و طالبت في اطار القانون الدولي باسترجاعه، وخاصة أرشيف الفترة العثمانية،
فتم التسليم على

ثلاثة مراحل، وما زال السعي لاسترجاع ما
تبقى منه مع جهود
أخرى تبذل الآن مع دور أرشيفات أخري لإثراء ارصدتها. مراحل تسليم الأرشيف الخاص بالفترة العثمانية بالجزائر *
المرحلة

الأولى في سنة 1968 تسلمت المديرية الوطنية للوثائق الجزائرية الدفعة الأولى، و هي سجلات البايليك
و بيت المال، وتتضمن سجلات البايليك 386 سجل موزعة على 36 علبة تغطي فترة

1648-1862 و تحتوي على مواضيع كثيرة منها اجتماعية واقتصادية و إدارية،
وسياسية و ثقافية و أذكر على
سبيل المثال الأملاك الموقوفة، الأمانات، التجارة الخارجية و الداخلية و نظام

الضرائب و الجمارك و حياة الإنكشاريين الخ...
تعتبر هذه الوثائق مادة خام للباحث الذي يكشف عن
الحقائق التاريخية لدراسة هذه الفترة
و خاصة منها التعريف عن البنية الاجتماعية و الاقتصادية

بالجزائر. أما سجلات بيت المال: تحتوي على 64 سجل موزعة على 11 علبة، تتعلق مواضيعهابالدخل و الخرج و
التركات و الوصايا و الأملاك و ضرائب الزكاة العشر و المعونة القبالية. *

المرحلة الثانية سلسلة المحاكم الشرعية
تتكون هذه الوثائق من 14318 وثيقة موزعة على153 علبة تم استرجاعها من فرنسا سنة 1974، و هي عبارة عن لفافات و أوراق منفصلة

ومعظمها يتعلق أساسا بقضايا الأوقاف و
الملكيات الخاصة،
وعقود الزواج والطلاق و البيع و الشراء، إثبات نسب، تحديد صداف أو ارث، و هبة أو نفقة، و علج الجزء القليل من
هذه السلسلة،

و خاصة منها وثائق الحابوس، و بالتالي فهو
مصدر لا غنى
عنه للتعريف عن الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الشرعية للجزائر في العهد العثماني. * المرحلة الثالثة وهي
الدفعة الثالثة و الباقية

من الدفعة الأولى من سلسلة بيت المال و
البايليك سلمت في 1981،
اثر زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، وتحتوي على 133 سجل موزعة على 15 علبة، تتضمن في المصاريف السنوية للقبائل

و أملاك موقوفة للحرمين الشريفين. أما الجزء
الثاني من الرصيد العثماني والذي يختلف عن الجزء
الأول لأنه وثائق خاصة بالدولة التركية
وهي عبارة عن مراسلات بين الباب العالي و الدولة

الجزائرية يتضمن نسخ مصورة، جلبت من مختلف
دور أرشيفات اسطنبول سنة 1979- 1999،
تقدر بحوالي 4000 وثيقة خاصة بتاريخ الجزائر، و تاريخ شمال
إفريقيا، ترجم منها ما يزيد عن

1000 وثيقة مكتوبة باللغة العثمانية
(أحرفها عربية) إلى اللغة العربية، و متواجدة حاليا بمركز الأرشيف الوطني. تتعلق مواضيع هذه الوثائق
بالحياة الدبلوماسية و الاقتصادية
و السياسية

والعسكرية و الأمور الإدارية كما أنها مرتبة
و مصنفة حسب
التصنيف التركي، المتعامل به بأرشيف رئاسة الوزارة الأولى باسطنبول. و نذكر أهم التصنيف و الدفاتر المتعلقة بتاريخ
الأيالة

الجزائرية و هي: 1) تصنيف إرادة IRADE TASNIFI 2) تصنيف خط همايونHATTI HUMAYUN 3) دفاتر مهمة

MUHIMME DEFTERI .
منقول